من كتاب الشيخ
محمود المصرىأبو عمار
قول القائل : " القرش الأبيض ينفع فى اليوم الأسود "
وهذا المثل فيه آفتان :
* الآفة الأولى : أنه يدعو إلى كنز المال وعدم إنفاقه لأن هذا المال سيعود عليه بالنفع فى يوم من الأيام ... وهذا يجعل قلب العبد متعلقاً بالدنيا وحطامها الزائل.
* الآفة الثانية : أنه وصف اليوم بأنه يوم أسود وهذا من التشاؤم الذى نهى عنه النبى صلى الله عليه وسلم .
فالصواب أن العبد إذا أراد أن يدخر جزءاً من ماله تحَسُّباً لأى ظرف طارئ فلا حرج فى ذلك ولكن عليه أن ينزه نفسه من مثل تلك الكلمات
قول القائل " يا مزكى حالك يبكى " " اللى يصعب عليك يفقرك "
من الناس من إذا رأى رجلاً صالحاً يُخرج زكاة ماله ويتصدق على الفقراء واليتامى ويحب فعل الخير ... فإنه يحاول بشتى الوسائل ليصده عن فعل الخير. ومن بين تلك الوسائل هذا المثل العجيب الشائع بين بعض الناس . يقول أحدهم : " يا مزكّى حالك يبكّى " أو " اللى يصعب عليك يفقرك "... أى كأنه يقول : إن المسلم الذى يخرج زكاة ماله يصير حاله مدعاة لبكاء الناس عليه .
وهذا هو نفس الدور الذى يقوم به إبليس فقد قال تعالى :
( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم )
[ البقرة : 268 ]
والصواب : هو أن الذى يخرج زكاة ماله ويتصدق على الفقراء واليتامى ويحب فعل الخيرات هو أسعد الناس، لأن الله يُدخل عليه السعادة ويبارك له فى ماله كما أدخل السعادة على الآخرين وأغدق عليهم بماله .
* وأما الذى يبخل بماله ولا يخرج زكاة ماله فهذا هو الذى يقال له :
" حالك يبكى "
قال سبحانه وتعالى :
( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم "34" يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ) [ التوبة : 34 ، 35 ]
وياله من مشهد عظيم ... والسؤال هنا لماذا اختار الله الجبهة والجنب والظهر دون سائر الجسد ؟!
والجواب عن ذلك : أن الفقير كان فى الدنيا إذا ذهب إلى الغنى ليسأله أن يعطيه مما أعطاه الله فإن الغنى يعبس بجبهته فى وجه الفقير فإذا تكرر السؤال من الفقير فإن الغنى يعطيه جنبه فإذا ازداد إلحاح الفقير فإن الغنى يعطيه ظهره!! فاختار الله عز وجل تلك المواطن الثلاث التى أعرض بها الغنى عن الفقير ليتعذب بنفس أمواله بعد أن يُحمى عليها فى نار جهنم ... وهذا ما أخبر عنه النبى صلى الله عليه وسلم أيضاً حيث يقول
كما روى مسلم : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدى فيها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صُفحت له صفائح من نار، فأُحمى عليها فى نار جهنم ، فيكوى به جنبه وجنبيه وظهره ، كلما بردت أعيدت عليه ، فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يُقضى بين العباد ، فيرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار
* وأما المشهد الثانى : فإنه يمثل لصاحب المال ماله شجاعاً أقرع ، له زبيبتان، فيطوق عنقه، ويأخذ بلهزمتى صاحبه، قائلا له : أنا مالك، أنا كنزك.
ففى صحيح البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من آتاه الله مالاً فلم يؤد زكاته ، مُثل ماله يوم القيامة شجاعاً أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامة، ثم يقول : أنا مالك ، أنا كنزك ". ثم تلا : ( ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) [ آل عمران : 180 ]
والشجاع الأقرع : الحية الذكر المتمعط شعر رأسه لكثرة سمه .
والزبيبتان : نقتطان سوداوان فوق عينى الحية
* تقبيل النقود عند قبض الراتب أو عند أول بيع :
ومن الناس من إذا ذهب لقبض الراتب من المصنع أو الشركة فإذا به يضع النقود على جبهته ويقبلها ... وكذلك من التجار من يُقبَّل أول نقود يأخذها من أول بيع يبيعه فى أول اليوم ...
وهذا كله لا أصل له فى الشرع ... وإنما عليه أن يحمد الله - جل وعلا -فهو القائل فى كتابه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) [ إبراهيم : 7 ]
* تقبيل الخبز بعد التقاطه من الأرض :
* فمن الناس من إذا وقعت منه لقمة على الأرض التقطها ووضعها على جبهته وقبَّلها ... وهذا الأمر لم يرد فى سنة النبى صلى الله عليه وسلم
* فأما أن يصون الخبز ولا يتركه على الأرض فهذا أمرٌ طيب .
وذلك بأن يأخذ قطعة الخبز التى سقطت منه فإما أن يأكلها وإما أن يعطيها لقطٍ أو لكلبٍ أو غير ذلك .
* وقد ثبت ما يؤيد ذلك من سُنة النبى صلى الله عليه وسلم فقد روى مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إذا سقطت اللقمة من أحدكم فليمُط ما بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان " صحيح : رواه مسلم
* قول القائل : لا حياء فى الدين :
أحياناً تجد واحداً من طلبة العلم يريد أن يسأل الشيخ سؤالاً خاصًّا قد يسبب له شيئًّا من الحرج فيقول للشيخ : لا حياء فى الدين فأنا أريد أن أسألك سؤالاً قد يكون فيه شئ من الحرج .
وهذا خطاً ، لأن الدين كله حياء .
والصواب أن يقول الإنسان : لا حرج فى الدين فقد قال تعالى :
(وما جعل عليكم فى الدين من حرج ) [ الحج : 78 ]
* تقبيل اليد ... إذا أراد أن يشكر الله - جل وعلا - :
ومن الناس من إذا جاءته نعمة فأراد أن يُظهر الشكر لله - جل وعلا -
فإنه يكتفى بتقبيل يده ظهراً لبطن .
وهذا بخلاف سنة النبى صلى الله عليه وسلم ... والصحيح أن العبد إذا جاءته نعمة أو إذا سُئل عن حاله فعليه أن يقول : " الحمد لله "
وإذا جاءه خبرٌ سارٌ فعليه أن يسجد شكراً لله - جل وعلا - سجدة واحدة بدون تسليم ... فهذا هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم .
* قول القائل " أنا واثق فى نفسى " " عندى ثقة فى فلان "
* وهذه عبارة منتشرة بين كثير من الناس .
مثلاً : طالب يقول لزميله : الامتحان غداً فاجتهد فى المذاكرة والصلاة والدعاء ... فيرد عليه قائلاً : " أنا واثق فى نفسى "
ومثل هذا الإنسان يُخشى منه عدم الافتقار الى الله ولو فى الكلام .
وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن نقول " لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين "
[ حسن : رواه الحاكم ]
* فعلى كل مسلم أن يفوض أمره إلى الله وأن يجعل يقينه وثقته فى الله
-جل وعلا - ... ولسان حاله : ( وما توفيقى إلا بالله ) [ هود : 88 ]
* قول القائل : اسم النبى حارسه وصاينه :
وهى مقولة منتشرة جداً بين النساء خاصة - إلا ما رحم الله - .
- فتجد الطفل يلعب أمام أمه فإذا سقط على وجهه قالت : اسم النبى حارسه وصاينه ... وهذا المقولة تؤدى الى نسبة النفع والضر لغير الله .
وهذا لا يجوز حتى لو كان المنسوب إليه هو رسول اللهصلى الله عليه وسلم
* ثم إننى أسأل سؤالاً : وهل النبى صلى الله عليه وسلم هو الذى يحرص ويصون ؟!!.
إن النبى صلى الله عليه وسلم مع علو مرتبته ومكانته لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً .
قال تعالى : ( قل لا أملك لنفسى نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ) [ الأعراف : 188 ]
، وقال تعالى : ( قل إنى لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) [ الجن : 21 ]
* فلتحذر نساؤنا من هذه المقولة
* قول القائل " طور الله فى برسيمه "
قد تجد أحياناً رجلاً يسأل صديقه على رجل آخر فيقول له : ما رأيك فى فلان ؟ فيرد عليه صديقه ويقول : ألم تجد غير هذا الرجل الغبى
" ده طور الله فى برسيمه " .
* وهذا قول خاطئ يجب أن ننزه ألسنتنا عنه .
- وأنا أريد أن أسأل قائل هذه العبارة : هل هناك ثور لله - جل وعلا -
.. وهناك ثيران للناس .. حيث أنك تشير إلى أن ثور الله يرمز إلى عدم الفهم دون غيره من الثيران .
أيها الأخ المسلم : أليس فى هذا الكلام سوء أدب مع الخالق - جل وعلا
ثانياً : أنه لا يجوز أن يغتاب المسلم أخاه المسلم ويصفه بأنه كالثيران
وأنه إنسان قليل الفهم ... فلقد كرم الله هذا الإنسان فقال تعالى ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً ) [ الإسراء : 70 ] ... فهذا الكلام يتنافى مع الأدب الذى ينبغى أن يُراعى بين المسلمين
* التشاؤم من كثرة الضحك :
فمن الناس من إذا ضحك كثيراً تشاءم ويقول " خير اللهم إجعله خيراً "
فيظن بل ويعتقد أن كثرة الضحك لا بد أن يعقبها الغم والهم والأحزان ..
وهذا اعتقاد باطل لأنه لا شئ يحدث إلا بتقدير الله - جل وعلا -.
* ولكن المقابل فلا بد أن نعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن كثرة الضحك ولكنه لم ينه عن الضحك بل نهى عن كثرته ..
فقال صلى الله عليه وسلم : " لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " .
صحيح : رواه ابن ماجه
قولهم عن الزواج " عقد قران "
وهذه من الأقوال الشائعة بين كثير من الناس .
- تأتيك الدعوة لحضور عقد زواج فتقرأ فيها : سيتم عقد قران فلان على فلانة ...
- وهذا من الأخطاء الشائعة لأن القرين هو الذى يصاحبك وأنت كارهٌ له فهل أنت تكره صحبة زوجتك ؟ ... بالطبع لا .
- وكلمة القرين لم تأت فى القرآن إلا مزمومة .
* قال تعالى : ( ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين 36 وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون ) [ الزخرف : 36 : 37 ]
* وقال تعالى : ( وقال قرينه هذا ما لدى عتيد 23 ألقيا فى جهنم كل كفارٍ عنيد 24 مناعٍ للخير معتدٍ مريبٍ 25 الذى جعل مع الله إلهاً آخر فألقياه فى العذاب الشديد 26 قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد 27 قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد )
[ ق : 23 - 28 ]
* فالصواب أن نقول : عقد زواج ... عقد نكاح
* قول القائل : " يارب ياساتر "
وهذه العبارة منتشرة بين كثير من الناس ... وذلك أنه إذا أراد أن يطرق الباب على أحدٍ قال : يارب ياساتر .
* والأولى أن يطرق الباب وأن يُلقى السلام على أهل البيت وأن يستأذن فى الدخول فإن كان أهل البيت على استعداد لاستقبال هذا الضيف وإلا فلينصرف راشداً .
* أما كلمة " يارب ياساتر " ... فهذا قول خطأ لأنه لا يجوز أن تصف الله جل وعلا بالساتر وذلك لأن الساتر ليس من أسماء الله الحسنى ، وإنما الله تعالى سِتَّير ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " إن الله حيى ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر "
صحيح : رواه أبو داود .
* تسمية بعض الزهور بـ " عباد الشمس " :
هناك زهرة معروفة لدينا تستقبل الشمس عند الشروق والغروب ... والناس يسمونها " عباد الشمس " .. وهذا خطأ ولا يجوز ، وذلك لأن الشمس والأشجار بل والكون كله إنما يعبد الله ويسبح بحمده بل ويسجد لله - جل وعلا - قال تعالى : ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) [ الإسراء : 44 ]
وقال تعالى : ( ألم تر أن الله يسجد له من فى السمَوَات ومن فى الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ٍ إن الله يفعل ما يشاء ) [ الحج : 18 ] .
* وإنما يقول عبارة أخرى ليس فيها ذكر العبودية كأن يقول : زهرة الشمس أو غير ذلك .
الإثنين مارس 19, 2012 1:31 pm من طرف Admin
» الاهلى فى ورطه بسبب التاجيلات
الخميس ديسمبر 22, 2011 1:38 am من طرف من اجل الدروتين
» &حب حزين&عجز وانكسار&
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 11:57 am من طرف mohammed
» قصيده عن جرح المشاعر...قويه
الأربعاء ديسمبر 21, 2011 6:25 am من طرف *سكون الجرح*
» من هو افضل عضو في النقاش
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 11:04 pm من طرف من اجل الدروتين
» شباب الدروتين اصبح فى خبر كان
الثلاثاء ديسمبر 20, 2011 10:48 pm من طرف عاشقة الحياه
» عاجل لكل وحده في حهازها كاميرا
السبت ديسمبر 17, 2011 2:19 pm من طرف Admin
» سألتني ...؟؟؟
الجمعة ديسمبر 16, 2011 10:44 am من طرف *سكون الجرح*
» لاتنصدم..!!
الجمعة ديسمبر 16, 2011 10:36 am من طرف *سكون الجرح*
» الى مدير المنتدى المحترم
الجمعة ديسمبر 16, 2011 10:28 am من طرف *سكون الجرح*