رحلـــــة في حب الله

رحلـــــة في حب الله



هناك شعور معين اذا احسستي به سوف تتغير حياتك وعبادتك شعور عجيب انه
شعور الحب...
قد تقولون أي حب
اقول حب الله..
نعم لن نحب الله إلا اذا شعرنا بمقدار عظمته وإذا استشعرنا عظيم قوته ومدى*قدرته وجميل صنعه وبديع خلقه وشديد جبروته
(فسبحان الله كل حب له شعور جميل حب المال له طعم وحب الام ايضا له طعم ولكن حب الله يوفق أي حب اخر وطعم اخر)


اذا فأول طريق الحب هو المعرفه بالمحبوب *والمحبة لا توصف ، ولا تعرف، إنما يعرفها من وجدها ، وذاقها ،

اذا من لا يحب منا الكل يحب نعم كلنا ولكن يجب ان نعرف لماذا نحب الشخص ففي الواقع نحن نحب الشخص لعدة اسباب المحبة اما...

*لجمـــــاله
*او لحسن معاملته معنا
*او لأفضاله علينا

وان الشيء العجيب الله جمع جميع هذه الاسباب في حبه..

كلنا نحب الجمال من منا لا يحب الجمال سواء الجمال في الطبيعة او في البشر او أي شي اخر

ففي الجمال ابشركم ان اجمل ما في الوجود هو الهنا الله ولا يوجد اجمل منه..


فقد قال ابن القيم رحمه الله:
لو افترضنا ان كل خلق الله كانوا علي جمال سيدنا يوسف عليه السلام من آدم الي اخر الخلق يموت يوم القيامة
ثم نسبنهم جمعيا الي جمال الله لكانت نسبة جمالهم
اقل من شمعة ضعيفة الي قرص الشمس فسبحاآآآن الله

اذا يجب علينا ان نفرح لما نقابل الله في صلاتنا ونفتخر بجمال
ربنا..
ومن شدة جمال الله فان لا احد يستطيع ان يراه الله في الدنيا
لانه اضعف من ذلك..
مثلا: سيدنا موسي -علية السلام- عندما زاده شوقه لمحبوبه الله وزاده شوقه لرؤية جمال الله لم يستحمل قال:ربي ارني انظر اليك قال الله تعالي: لن تراني((أي ليس لك القدرة علي رؤية هذا الجمال...ولهذه يعطي الله تعالى عباده القدرة علي رؤيته يوم القيامه....
لذلك قال صلي الله عليه وسلم: ( ان الله جميلا يحب الجمال)

ومن اسباب حبنا لربنا حسن معاملته لنا..


من صور حسن معاملته لنا:

قال جل وعلا في الحديث القدسي: (اذا تقرب الي عبدي شبرا تقربت اليه ذراعا وإذا تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا وإذا اتاني يمشي ائتيه هرولة)

أي ان الله يحب عباده ويرأف بهم ويحسن معاملتهم لا يطلب منهم الكثير
قال موسى-علية السلام-: (يا رب علمني دعاء ادعوك به و اناجيك)،قال: (يا موسي قل:لا اله إلا الله،قال موسى:كل الناس يقولون لا اله إلا الله،قال:يا موسى لو ان السماوات السبع و الارضين في كفة،ولا اله إلا الله في كفة لمالت بهن لا اله إلا الله)

عندما احس يونس بالضيق في بطن الحوت،في تلك الظلمات الهائلة،ظلمة البحر،وظلمة بطن الحوت،وظلمة الليل،وضاق صدره.واعتلج همه،وعظم كربه،فزع الى الله،الى غياث الملهوف،وملجأ المكروب،وواسع الرحمه،وقابل التوبة،وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان: (نادى في الظلمات ان لا اله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين)،وتأتي الاستجابة السريعة،حيث قال تعالي: (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك نجي المؤمنين)
فأوحي الله الى الحوت،ان تلقي يونس بالعراء،فخرج غلي الشاطئ سقيما هزيلا مدنفا عليلا ،فتلقته عناية الله،وحفت به رحمته،فانبت الله شجرة من يقطين وهو نبات لا ساق له وله ورق عريض ودبت اليه العافية،وظهرت فيه تباشير الحياة،وكذا من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في الشدة....
من حب الله الينا ينزل الي السماء الدنيا كل ليلة نزولا يليق بجلاله فينادي الجموع الغافلة والأجفان النائمة باطيف قوله وحلو ندائه فيقول:
(هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فاغفر له)

افضاله علينا...

{وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} النور اية 14

ان افضال الله أي نعم الله كثير علي الانسان لاتعد ولاتحصي ومنها الظاهـــرة والبــــاطنه..

وقال تعالى { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)}*سورة النحل.

ومن النعم الظاهرة,,

فمن النعم الظاهرة صحة الجسد من الحواس الخمس وغيرها، (البصر والسمع والمس...الخ

حيث ان يقال للمرء يوم القيامة " ألم نصح جسمك ونسقك من الماء البارد "
اذا فيجب على العباد أن يشكروا الله عز وجل عليها.

ومن النعم الباطنه...

فأعظمها*الايمان*بالله وما يتبع ذلك من التسليم لله تعالى ومحبتِه والشوقِ اليه ومحبةِ أوليائه والعلم الديني.
قال صلي الله عليه وسلم:“لا يؤمن احدكم حتي يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما“
أي لا يؤمن احد حتي يكون الله ورسوله احب اليه من نفسه

ومن الادلة على أفضلية النعمة الباطنة على الظاهرة ما أخرجه الامام احمد عن عبد الله بن مسعود بالسند الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ان الله عز وجل يُعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن يحب ".*فنعمة الايمان أفضل من نعمة الصحة والمال.